أصدقائي الأعزاء اتمنا ان تكون بصحة وخير نتابع معاً التعرف على معني أسماء اللٌه الحسنى واليوم سنتعرف على الله الحفيظ
الحفيظ:
إذا شعرت أن حياتك في خطر، أو أن المرض يهدد صحتك، أو كان ابنك بعيداً عنك وقد خشيت عليه من الضياع أو رفقاء السوء، أو أن مالك الذي جمعته قد بات قاب قوسين أو أدنى من التبدد والتلف فاعلم أنك بحاجة إلى أن تعلم أن من أسماء ربك سبحانه "الحفيظ" وأنه ينبغي عليك أن تجدد إيمانك بهذا الاسم العظيم، وأنه قد جاء الوقت المناسب لتتفكر فيه وتتأمل..
فهو وحده من يحفظ حياتك، ويحفظ صحتك، ويحفظ أبناءك ويحفظ مالك، ويحفظ كل شيء في هذه الحياة!
يحفظ سمعك وبصرك، لذلك ندعوه في الصباح والمساء أن: اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري.
الحفيظ هو من يحفظ سمعك، الذي تسمع به الحرام، ولو شاء لأذهبه في لحظة.
ويحفظ بصرك الذي تنظر به للحرام، ولو شاء لأذهبه في لحظة.
لو لم يثبت قلبك على دينه لتناوشتك الشبهات، وتخطفتك الأهواء
علماء أفنوا أعمارهم بين الكتب والمحابر لم يرد الله أن يحفظ عقائدهم: فكفروا به سبحانه، وبعضهم صار مبتدعاً في الدين، وأنت بعلمك القليل ما زلت تسجد له، لقد حفظ الحفيظ دينك!
الحفيظ هو من يحفظ دينك، لا مجموعة المعلومات التي في رأسك، لا تغتر بعلمك، ولا بحفظك لكتاب الله، ولا باستظهارك لشيء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والله ستزيغ إن لم يحفظ الله دينك!!
لأجلك أنت يأمر الحفيظ سبحانه أربعة ملائكة أن يحيطوا بك حتى يحفظوك بأمره من كل ما لم يقدّره عليك.
كيف لا يكون حفيظاً وقد أوكل بك هذا العدد من ملائكته الكرام حتى يصدوا عنك أي طلقة لم يشأ سبحانه أن تخترق جسدك، وأي صخرة لم يرد سبحانه أن تنهي حياتك، بل وأي بعوضة لم يشأ سبحانه أن تؤذي بشرتك!
أتعلم أنه يحفظك في كل لحظة؟ بل في كل لحظة يحفظك مئات المرات!! كيف؟
في هذه اللحظة: حفظ قلبك من التوقف، وشرايينك من الانسداد، وعقلك من الجنون، وكليتك من الفشل، وأعصابك من التلف، ورأسك من الصداع، وعينيك من العمى، وسمعك من الصمم، كل هذا وأكثر حفظه الله في هذه اللحظة.. فكم الحمد لله ينبغي أن نقولها في اللحظة الواحدة؟
إذا خرجت من بيتك وخشيت على اطفالك فقل: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، ستعود –بإذن الله- وهم في أحسن حال، لأنه الحفيظ!
وإذا ألجأتك الظروف أن تترك شيئاً ثميناً في مكان عام أو مكان غير آمن فانزح بقلبك إليه وقل: اللهم احفظه، وثق أن عين الله ستكلؤه إلى أن تعود.
ومن صور حفظ الله أنه سبحانه يدافع عن المؤمنين: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)
تأمل: إنه لا يدفع عنهم الشر، بل يدافعه عنهم! وفي هذه إلماحة إلى ضراوة ما سيلاقونه وتعدد أشكاله وتنوع صوره، ولكن الله أعلم بما يوعي أعداؤه، فيدافعهم ويصدهم عن أحبابه.
وفي الحديث القدسي: "من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ".
تخيل: حرباً بين عدو للدعوة والحق والدين، وبين الله!
يتجمع مشركو قريش حول غار فيه رجلان: محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، والإغراءات المالية تدفعهم لقتلهما، معها الأحقاد الدفينة، والرغبة في حوزة وسام الظفر بأهم شخصية في تلك المدة..
يتسلل الخوف إلى فؤاد أبي بكر، فينظر إليه صاحبه العظيم ويقول: ما ظنّك باثنين، الله ثالثهما؟
يا أبا بكر، هل تعتقد أننا اثنان؟ كلا بل نحن ثلاثة!!
هنا تتشتت المخاوف، تزول الرعدة، يذوب التوجس:
وإذا العناية لاحظتك عيونها
نم فالمخاوف كلهنّ أمانُ
يقول سبحانه: سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ
لأجل عباده وأوليائه يلقي بالرعب في قلوب الذين كفروا فتنتفض أطرافهم فرقاً من أولياء الله!
ها هم فتية الكهف يلتجئون إليه ويسألونه الهداية فيلجئهم إلى كهف بلا باب، كهف مفتوح للبشر والهوام والسباع، ولكنه يريد حفظهم فيلقي عليهم أحد جنوده، إنه جندي الرعب!! فلا يقترب من الكهف أحد إلا وانترع الرعب رغبته في التقدم فتراه يهرع خائفاً: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا
يحفظك بالملائكة، إذا قرأت آية الكرسي قبل أن تنام أوكل الله لك ملَكاً يقوم على رأسك يحفظك مما لم يقدره الله عليك.
تخشى من ماذا إذا كان الله معك؟
نبي الله لوط عليه السلام يهجم قومه على بيته يريدون أن يخلعوا باب البيت ويظفروا بضيوفه، وهم ملائكة، يا له من عار أبدي أن يظفر فسقة قومك بضيوفك، فقال بكل ضعف:
لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ
يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: يرحَمُ اللهُ لوطًا ، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديدٍ.
اختناق.. هذا كل ما في الباب، بعد ذلك اشمخ على مخاوفك وأحزانك، سينجيك الله منها كما أنجى ذا النون بن متّى.
لا هم ولا غم ولا كرب يقارب هم ذي النون يونس عليه السلام، كان في ظلمات ثلاث: ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت، يا لها من حياة بئيسة تلك التي ستقضيها إلى أبد الآبدين في بطن الحوت على تلك الهيئة الكئيبة..
لكنه يواجه ذلك السيل من الكروب بكلمة واحدة: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
كلنا في هذه الحياة ذو النون، والحياة قد التأمت علينا بكروبها، ولن ينجينها منها إلا: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
أعتذر على الأطلة ولكن كان مشوق
كان معكم حسن